logo almawkeb



2012-11-25

تغطية كلمة سماحة الشيخ فوزي السيف في مؤسسة الإمام الحسين (ع) ليلة العاشر 1434هـ


تغطية كلمة سماحة الشيخ فوزي السيف في مؤسسة الإمام الحسين (ع) ليلة العاشر 1434هـ


‎اللجنة الإعلامية - خاص:

ألقى سماحة الشيخ فوزي السيف كلمة ليلة العاشر من المحرم لعام 1434هـ في مؤسسة الإمام الحسين (ع) حيث صعد المنصة و ألقى كلمة للحضور جاء فيها:

‎إن يوم عاشوراء و هذا الإحتفاء، يوحي بجملة من الأفكار:
‎الفكرة الأولى: أن من الظلم أن يُحرم العالم من عطاء الحسين، من المؤسف أن تبقى الأمة الإسلامية بعيدة عن إكتشاف كنز الحسين (ع)، في مثل هذه الليلة يحتفي شيعة أهل البيت في كل مكان بمهرجان البطولة و الفداء، ولكن مع الأسف الشديد ومن المُحزن حقاً أننا لانجد نفس الصورة في سائر بلاد المسلمين في غير أتباع أهل البيت (ع)، و هذا يُضيع على الأُمة منفعة كبيرة و يُشكل ظلماً آخراً للحسين (ع)، من الظلم للحسين أن يبقى محدوداً في المأتم الشيعي و في المنطقة الإمامية، فحق هذا الإمام العظيم أن يكون رمزاً يعطي العزة لكل المسلمين و يعطي كل طالبي العزة دروساً في هذا المجال، و هذا مع شديد الأسف لم يتحقق حتى الآن بالرغم من الجهود الكبيرة التي تبذل لنشر قضية كربلاء. إن مسؤوليتنا أن نسعى لكي يتحول الحسين رمزاً لكل طلاب الحق.

‎كيف نوصل عطاء الحسين إلى الشعوب؟ كيف نعرفها هذا المنهج؟ كيف يصبح لها راية ورمزاً و شعاراً؟ 
‎الخطوة الأولى ماعايناه من خلال الإخراج المسرحي الذي يُعتبر لوناً من ألوان التبليغ المتقدم، الذي لابد أن يتحرك أتباع الحسين فيه و أن يحولوا الحسين إلى صورة ناطقة معبرة عبر الفلم السينمائي و عبر المسرحية المتقدمة و عبر اللوحة الفنية و عبر مختلف الوسائل، لقد نظرنا أن بعض المسرحيات التي تمت كتباتها حول الحسين كمسرحية المرحوم عبرالرحمن الشرقاوي (الحسين ثائراً .. الحسين شهيداً) كيف أنها استطاعت أن تقتحم مديات واسعة و أصعدة مختلفة. 

‎أن من المهم جداً أن نُذّكر بماهو واضح عند الأحبة و الأعزة، إن الإنفاق على مثل هذه الأمور لايقل ثواباً اُخروياً و لايقل اثراً دنيوياً عن الإنفاق على الحسينية و على مجلس العزاء و الموكب، لكن اللغة تختلف عند الناس. لايستطيع من هو خارج دائرة المذهب الشيعي أن يَتفهم كثيراً امر اللطم على الصدور لكنه يمكن أن يتفهم كثيراً الفلم السينمائي المتقن و يستطيع أن يتفهم المسرحية الهادفة، فليكن خطابنا لمن هو داخل الدائرة المذهبية عبر رثاء الحسين و عبر الموكب و عبر الحسينية، و ليكن سعينا و إنفاقنا و نشاطنا و عملنا على أن نوصل صورة الحسين و سيرته و تاريخه و أهدافه بتلك الوسائل التي يعرفها هؤلاء الناس.

‎إنني أدعو بمناسبة هذه المسرحية التي هي جهد مشكور يتبين فيه مقدار الإعداد الذي تم، لكن لايزال إلى الآن ليس في مستوى العالمية، إني أدعوا أحبتي هؤلاء المعدين و أدعوا من هو قادرعلى العطاء أن يتم التوجه بحيث يتحول هذا العمل و أمثال هذا العمل إلى نشاط إعلامي على مستوى الأُمة كلها بل على مستوى العالم الإسلامي ككل، ولاريب أننا سوف نجد قطاعات كبيرة تتفهم القضية الحسينية أكثر مما تتفهم أمر اللطم و العزاء و الرثاء مع أنها مهمة جدأ و ضرورية في داخل الدائرة الشيعية.

‎الفكرة الثانية: علينا أن نحمل رسالة في مواجهة التطرف الموجود، فإن الخطاب المتشنج من أي طرف كان يمنع كافة المسلمين من التفهم و التعرف على بعضهم البعض ويمنع من التعرف على أبطالهم و ثوارهم كالحسين (ع)، هذا الخطاب المتطرف الذي نجده في بعض المنتمين للمدارس الأخرى و نجده أيضا ً مع الأسف في بعض المنتمين لمدرسة أهل البيت (ع)، هذا الخطاب يصنع سدوداً و يصنع حواجز و يمنع الناس من التعرف على القضية الحسينية، لأن الطرف الآخر سيعتبر الحسين ُملكا ً لشيعة أهل البيت ولايريد أن يتعرفوا عليه، لقد قام بعض أؤلئك المتطرفين إلى حد أن الإمام (ع) مخطأ في نهضته و أن بيعة يزيد بيعة شرعية. فالخطابات المتشجنة صنعت الحدود و الحواجز و اغترب الإمام الحسين فأصبح بدلا ً أن يكون سيداً لشباب أهل الجنة و قائدا ً لجميع الأمة و ثائراً على مستوى البشرية، أصبح محصورا في ضمن دائرة محدودة تتعرف عليه، تتعاطف معه، تبكيه، تقتدي به، و أما سائر المسلمين و البشرية فلايعرفون الحسين (ع).

‎فإذن نستطيع أن نُعولم الحسين (ع) ثائرا ً إماما ً مُحررا ً مُعزا ً، نستطيع أن نُعولمه بأمور منها أن نُبشر بقضيته باللغة التي يفهمها العالم، لغة الصورة، لغة الفلم، لغة المسرحية، الحالة المتحركة، وهذه وسائل يعتمد عليها الإعلام اليوم. كما أيضا نستطيع أن نُعولم قضية الحسين عندما نقف أمام خطاب التطرف و نرفضه سواء كان قادماً من المدرسة الأخرى أو من بعض أتباع المدرسة الإمامية.




















































موكب الإمام الحسين (ع)©py;