أثار العرض المسرحي" وفديناه بذبح عظيم" الذي أقيم على مسرح مؤسسة الإمام الحسين (ع) مشاعر المواليات اللاتي ملأن ساحة المؤسسة في ليلتها الأخيرة.
قالت فاطمة إحدى الزائرات " ما شاء الله الأداء ممتاز والجهود مشكورة وجبارة ، أحرص على الحضور يوميًا لرؤية المشاهد الجميلة، فهي لا تفوّت حيث أنها تحكي التأريخ وتحمل رسالة وهدف وليس مجرد عرض مسرحي.
وذكرت "ف. س " زائرة أخرى ، منذ بداية شهر محرم أترقب إعلان القسم النسائي لموكب الإمام الحسين عليه السلام، واحرص على الحضور في كل عام، العرض كان مشوقًا جدًا فمن عنوانه شعرت بجاذبيته وهو كذلك، والأداء جميل جدًا ومؤثر.
وفق الله القائمات على هذا الصرح والمنظمات له وكل من تُقدم خدمتها للإمام الحسين عليه السلام.
وبينت فاطمة السيهاتي "زائرة" منذ دخولي المكان لأول مرة أخذتني الهيبة والرهبة وكأني في كربلاء حقًا، لكن عندما رأيت المشهد أحسست بأنا مهما مثلنا جزء من واقعة كربلاء لانستطيع أن نصل إلى جزء منها.
فالامام الحسين عزه وفخره علي الأكبر شيبه رسول الله، كيف يفقده أمام عينيه ويفقد جماله، ورغم ذلك لا يفقد صبره وإيمانه، أبو عبدالله عالمٌ من الصبر.
وكلما تعرضنا للإبتلاء في هذه الدنيا نتجه لمحمد وآل محمد، فمصائبنا لاشيء أمام مصائبهم عليهم السلام.
وقالت الأستاذة فاطمة العجمي نائب رئيس المسرح والمشرف على المشاهد لم نكن نتوقع هذا الحضور فقد امتلأت الساحة بأكملها.
وما زال الجمهور متفاعلًا مع العرض المسرحي و يريد المزيد من الليالي ولم توثر فيهم حرارة الجو.
وأضافت بالرغم من عرض المشهد قبل ثلاث سنوات، وإعادة عرضة في أكثر من مكان في سيهات وخارجها، ولكن هذا العام كأنهم يرونه لأول مرة.
و أثنت على تفاعل الممثلات في الأدوار والمشهد، فقالت بأنهن مبدعات يقمن بالتمثيل وكأنهن في قلب الحدث لواقعة الطف وتنهمر دموعهن ونراهن يتأثرن حتى داخل الكواليس.
نسأل الله القبول ونتمنى وصول الرسالة لأن المسرح يعتبر كـالمنبر الحسيني وامتداد لثورة الإمام الحسين ونهضته.
البعض لربما لا ينتبه للكلام ، والبعض الآخر لا يسمعه ويهرب أثناء الحديث الخطيب أو الخطيبة، لكن في المسرح من المستحيل أن يهرب عن التمثيل فهو ينجذب معه وتشده الحركة والإضاءة، والمؤثرات بشكل عام لها دور في جذب انتباه الجمهور.
وأشارت فاطمة إحسان "ممثلة " أن هذا المشهد "وفديناه بذبح عظيم " في قلوبنا نحن الممثلات لأنه مشهد قوي ومؤثر من الدرجة الأولى، الربط بين الأنبياء ومقتل الإمام الحسين (ع) هو قوي بالنسبة لنا.
وأضافت : اليوم تفاعل الزائرات في العرض الثاني أكثر من العرض الأول بكثير وبعض الجمهور كان حاضرًا في اليوم الأول ولكن أحبَّ حضور الإعادة للتركيز أكثر و ليعيش الفاجعة مرة أخرى.
أما هبة المسكين "ممثلة" قالت : أكثر ما لفتني هدوء الجمهور وتأثرهن ، لأنه في غالب المسرحيات إذا لم يلتفت الجمهور يصبح فوضى وبذلك يتأثر أداء الممثلات ويصل إليهم عدم التفاعل ولكن الحضور هنا في المشرعة منصت صغارًا و كبارًا.
وأضافت نعيمة السالم " ممثلة" الموجود داخل المسرح شعوره مختلف ويتمنى أن يصل شعوره إلى الجمهور ، وإن شاء الله استطعنا ايصال لو جزء من رسالة الحسين (ع) .
وعبرت الممثلة خديجة آل رميح بقولها " أنا أعيش الحدث قبل وبعد فلا بد من الدخول في الحدث وكأنك في الواقعة حتى تستشعر كامل الأحداث ، لابد من العيش مع المشهد والتأثر به وتقمص الأدوار.
ثم أضافت : أول ما اُختير لي دور أم الأكبر في المشهد ، شعرت وكأني أمه فعلًا ، وعندما كنت أستمع للمصاب صرت أبكي أكثر من كل عام ، وعندما عرض المشهد دموعي لم تتوقف عن التأثر و البكاء.
ونسأل الله التوفيق في خدمة الإمام(ع) سواء في التمثيل أو غيره ونطمح للتطور والإرتقاء .
يذكر أن مشهد " وفديناه بذبح عظيم " الذي كان يشير إلى الربط بين قضية نبي الله إبراهيم والإمام الحسين (ع) في التسليم للأمر الإلهي.