logo almawkeb



2018-09-29

حكايات الفن في مؤسسة الإمام الحسين عليه السلام

حكايات الفن في مؤسسة الإمام الحسين عليه السلام



الفن بمختلف مجالاته المرئية، عبارة عن حكايا تخترق الروح وتخاطب الوجدان، فهو رسالة تحمل بين ثنايها العديد من المضامين.

 

فمن خلاله يعبر الفرد عما في داخله، بطريقة مغايرة عن المعتاد، توصل فكرة معينة.

 

وكما الشاعر ينسج قصائد غزلية ورثائية، كذلك الفنان ينسج اللوحات الغزلية والرثائية، وكذلك يستدر الدموع وربما اللطم.

 

وكعادة مؤسسة الإمام الحسين عليه السلام في الأعوام السابقة ، نظمت هذا العام معرضًا فنيًّا بحلة جديدة ، تتحدث جدرانه الخارجية قبل الداخلية عنه.

 

فقد ضمت دبياجةً آسرة للقلوب، حلق فيه الرسام ليوصل العَبرةَ قبل العِبرة، على مصاب سيد الشهداء.

 

وعند دخوله نجد لوحة تتوسطه للفنانة "بثينة اللويم"، اتسمت بالجمال المُبهر، كتب عليها بالزهور الجذابة "طوى"، هذه الكلمة التي طالما رددناها ونحن نقرأ دعاء الندبة في كل يوم جمعة، نندب فيها صاحب الزمان روحي وأرواح العالمين لمقدمه الفداء.

 

ليجعلها شعارًا له لهذا العام، وعند سؤالنا عن سبب الاختيار قيل بأنه يرمز إلى مظلومية الإمامين الحسنين وصولًا بالمهدي المنتظر عجل الله له الفرج.

 

في هذا الموسم تم دمج المعارض الفنية من الفن التشكيلي و التصوير الفوتوغرافي وكذلك المتحف الحسيني.

 

وقد شارك فيه عدد من الفنانين والمصورين، تم اختيار لوحاتهم من بين العديد غيرها.

 

فكانت للوحاتهم المعلقة على جدران المعرض حكاية تميزها عن غيرها، فعند إمعان النظر إليها نجدها تتحدث عن واقعة أليمة، خطها صاحبها ليبين الظلامة التي جرت على أهل بيت النبوة.

 

يتخلل هذه اللوحات قطع متمايزة من المتحف الحسيني، من بينها رخامات من الحرم الشريف، و البردة التي كانت تغطي قبر المولى أبي عبدالله الحسين "عليه السلام" عليها ختم العتبة الحسينية المقدسة.

 

كما يوجد فيه كتب الرثاء والمخطوطات القديمة، وراية الإمام الحسين عليه السلام.

 

كذلك عُلقت على جدران المعرض اللوحات التاريخية، المبينة للقضية الحسينية، منها ما كان يتحدث عن أول شهيد في الثورة الحسينية وهو سليمان بن رزين مولى الإمام الحسين ورسوله إلى  أشراف البصرة ورؤساء الأخماس فيها، وغيرها يخبر عن مرور الأنبياء بأرض كربلاء، كأبونا آدم عندما هبط إلى الأرض ولم يجد أمنا حواء، وكذلك نبي الله نوح وإبراهيم.

 

أيضًا أرقام وتواريخ في سيرة الإمام عليه السلام، كـ المسافة التي قطعها من مكة إلى كربلاء والتي تقدر بـِ ١٤٧٠كم ، وعدد المنازل التي مر بها وهي ٣٨ منزلًا.

 

أما جديد المعرض لهذا العام فهو ركن "حي الديرة"، الذي تم نسج تفاصيله بما يعبر عن التراث القديم في الحي، وارتباط ساكنيه بسيد الشهداء منذ الأزل، وكيف كان المنبر الحسيني قديمًا، وعلقت فيه أكثر من ٣٣ صورة لمجموعة من الخطباء والمشايخ، أمثال "المرحوم الشيخ جعفر بن الشيخ محمد أبو المكارم، المرحوم السيد جواد الموسوي" ، وغيرهم الكثير ممن أفنوا حياتهم في خدمة أهل بيت العصمة سلام الله عليهم.

 

كما خُصص جانب ذُكر فيه بعض الحسينيات القديمة، أمثال "حسينية الراشد، حسينة الإمام الحسين عليه السلام، حسينية آل اكبيش، وغيرها"

 

الجدير ذكره: أنه في كل ليلة من الليالي كانت تُقام عدة ورش فنية يقدمنها عدة فنانات.

 

الورشة الأولى: الرسم المباشر التي أقيمت يوم الثلاثاء ليلة الأربعاء، قدمتها مجموعة من رسامات المنطقة" رملاء جضر، نرجس دعبل، ياسمين الصبيحة".

 

حيث خلدت كل واحدة منهن ذكرى لاتنسى، فتمايزت الريشة بين أيديهن وتناثرت الألوان على اللوحات لتعبر عن مشاعر لطالما تعلقت بالحسين عليه السلام وواقعة الطف المريرة.

 

الورشة الثانية: النحت الجداري قدمتها الفنانة منى العباس، واستمرت لمدة ثلاث ليالٍ متتالية ابتداءً من ليلة الخميس.

 

عنونت لوحتها بـِ صهيل الحزن كناية عن حزن خيل الإمام الحسين عليه السلام حين عودته وحيدًا دون سيده للخيام.

 

الورشة الثالثة: فن الديكوباج والتي أقيمت لمدة ثلاث ليالٍ قدمتها الفنانة دلال الجارودي، فكانت مشاركتها للسنة الثالثة في المعرض.

ويعرف فن الديكوباج بأنه فن استخدام الورق القديم لعمل لوحات فنية، ويعود أصله للصين حيث كانت قطع الورق تزين الفوانيس والنوافذ والصناديق.

 

الورشة الرابعة: فن الأوريغامي والتي قدمتها الفنانة فاطمة الدبيس في ليلة الجمعة، وكانت رسالتها الخروج عن المألوف وتعريف أهل المنطقة بالثقافات الأخرى.

 

ويعرف هذا الفن بـِ طي الورق، والهدف منه تحويل ورقة مسطحة إلى تصميم مجسم من خلال تقنيات النحت والطي، ويعود أصله لليابان.

 

أما الورشة الخامسة : الطباعة بالشاشة الحريرية، والتي قدمتها الفنانة أزهار المدلوح، امتدت الورشة لـِليلتين متتاليتن، ليلة الجمعة وليلة السبت.

 

والطباعة بالشاشة الحريرية هي من الفنون التطبيقية النفعية، والتي يستخدم فيها شبكة من الحرير أو البولستر أو غيرها من الشبكات المحبوكة لدعم الاستنسل في حجب الحبر للحصول على الصورة المطلوبة.

 

كما كانت هناك فعالية محاكاة الواقع الافتراضي باستخدام نظارة VR، وهي محاكاة حاسوبية للبيئة الحقيقة من صور وأصوات وغيرها من الحواس، وذلك لخلق بيئة جديدة قد لاتكون متوفرة في العالم الحقيقي.وعُرض من خلالها أحداث من واقعة كربلاء.

 

وقد لاقت جميع الورش والفعاليات اقبالًا باهرًا من رواد المعرض.

 

وكانت لنا مساحة حرة مع أقدم كادر في اللجنة الفنية "الفنانة منى العباس" ، والتي كانت من المؤسسين لهذه اللجنة، تواجدت منذ سبعة عشر عامًا مزامنةً مع افتتاح المؤسسة.

 

لحظت خلالها التطورات الجارية فيها، أخبرتنا ببدايات المعرض وكيف كان في بدايته عبارة عن خيام، وكانت مشاركتها الأولى فيه لمجموعة من الرسومات، ومن ثم انتقالهن للمبنى الجديد.

 

كما أنها حدثتنا عن لوحتها الجدارية "صهيل الحزن"، وعن طريقة النحت حيث أنه للسنة الثانية تقدم النحت المباشر.

 

وعن رؤيتها المستقبلة قالت بأنها تود أن يشارك في المعرض العديد من الفنانين من مختلف المناطق، كما أنها ترغب بظهور المشاركات الفنية للخارج باسم المؤسسة.

 

وفي كلمة أخيرة وجهت الشكر والعرفان لله و لـِ الإمام الحسين عليه السلام لتوفيقهم إياه في سبيل الخدمة الحسينية.



موكب الإمام الحسين (ع)©py;