إكرام الزائر وضيافته خُلق إنساني وقيمة من القيم الحميدة التي تَوَارَثَها العرب واشْتَهَروا بها، وضُرب المثل بكثير منهم، حيث يُعتبر الكرم والسّخاء من محاسن الصفات، وأشهر أوصاف النبيين و أخلاق المرسلين، وقد حَضَّ الإسلام الناس على السخاء والكرم ليكونوا مثلًا عاليًا في تعاطفهم وتراحمهم.
أما أهل البيت (ع) فهم أهل الفضائل والمناقِب وجميل الصفات، و هم أصل الكرم، وقد أعطانا الإمام الحسين (ع) أروع مثلٍ في البذل العظيم والسخاء الجسيم الذي قدمه على صعيد التضحية والفداء في سبيل نُصرة الحق والدفاع عنه، فجادَ بنفسه وأولاده وإخوانه وأصحابه الأوفياء.
و إيمانًا بهذا الجود والكرم على المستوى المادي والمعنوي الذي قدمه الإمام الحُسين (ع)، ونشر لرسالته الخالدة، كان ركن الضيافة بمؤسسة الإمام الحسين (ع)، يبسط يد الجود والكرم أمام الزائرين، وللتعرّف على الخدمات التي يُقدّمها قِسم الضيافة، تُحدثنا بعض كادراته عن هذا العطاء.
تقول السيدة "خاتون" و هي من الكادر الذي بدأ هذه الخدمة هنا في المؤسسة منذ تأسيسها، "أنا هنا من أجل أن أسقي الزائرات قطرة ماء، هذه القطرة التي مُنعت عن الحُسين في كربلاء، نحنُ نقدمها لمحبيه وضيوفه في مجالسه".
تُتابع السيدة: هدفي هنا من الخدمة الحُسينية، و جودي كل عام بين عشرات الخادمات للإمام الحُسين (ع)، هو القرب لله أولًا، ومن ثم إلى أمي فاطمة لنيل شفاعتها، وشفاعة ولدها الحُسين.
وعن رسالتها تقول: الإمام الحُسين لكل العالم، وهو عالم إلى الجميع دون استثناء، لهذا علينا أن نقرأ الحسين بقلوبنا وعقولنا.
بدورها تقول مسؤولة لجنة الضيافة "أم حيدر السادة"، أنا هنا منذ إحدى عشرة سنة، بدأتُ كـكادر "توزيع"، ثم انتقلتُ إلى الأمن، ومن ثم إلى محطتي الأخيرة هنا في ركن الضيافة.
وعن عملها تقول: أسعى لإدارة لجنة الضيافة على أكمل وجه، ولهذا اخترنا أن يكون ركن الضيافة بمُسمى مضيف، وهذا العام جاء المضيف بفكرة استقبال المتبرعين من أنفسهم، حيث تُساهم بعض الزائرات أو الكادرات رغبة منهم في تقديم بعض الوجبات أو المواد الغذائية المختلفة.
تضيف أم حيدر: هذا العام نحنُ لدينا تفاؤل كبيرًا جدًا، فقد وصلتانا استفسارات متواصلة قبل قدوم شهر محرم الحرام، تسألنا عن كل الفعاليات في المؤسسة، وتُبدي شوقها والانتظار.
وعن هدفها من الوجود هنا تقول: الهدف هو خدمة الإمام الحسين، لكن أريد أن أسأل مالذي قدمناه حقيقة لهذا الإمام الذي أعطانا العزة والإباء؟
تواصل حديثها: الخدمة هي نابعة من الداخل، من أعماقنا، هنا حيث تجتمع الأرواح، إذا أن هنا هو مشروع لقاء لكل الأرواح العاشقة فسلام الله على الإمام الحسين وعلى الأرواح التي حلت بفنائه.
رسالتي هي أن نضع الإمام الحسين أمام ناظرنا كهدف وقدوة، لأنه كان لكل الإنسانية ويكفينا لو أخذنا منه كلمة "هيهات" بكل مصاديقها.
وختمت حديثها بتقديم شكرها للكادرة "أم حيدر المسكين"، إذ أنها هي من دفعتها لهذه الخدمة الحُسينية في مؤسسة الإمام الحُسين (ع).
أما "هدى المطرود" وهي إحدى المسؤولات في ركن الضيافة، تشرح دورها في تأمين ضيافة خاصة لـِ الزوار الأجانب، وغيرها من المهام.
وعن هدفها من الوجود في المؤسسة تقول: حُب الحُسين هو سر وجودنا هنا، إنه الحُب.
وتتفق المطرود مع أم حيدر، بتفاؤلها بأن إحساسها هذه السنة يتحدث عن شيء مختلف، يُلامس المشاعر و القلوب بأن ثمة تميز مختلف عن سابقه.
يقول الإمام الصادق عليه السلام: (إنَّ أحبّ الناس الى الله أسخاهم كفًّا).