اللجنة الإعلامية - زهراء الدخيل
كثيرة هي طرق خدمة الإمام الحسين (ع)، وأكثر منها عمقا وأثرا تلك التي تكون أمنية فيحققها الله، فهناك من يخدم الحسين وقضيته بالفن أو النحت أو الشعر أو السرد، لكن ثمة خدمة وإن كانت متداولة فهي الخلية التي لاتهدأ، وهي الخلية الممتدة بفروعها فتسقي العطشى وتطعم الطعام لوجه الله لاتريد من الحضور جزاء ولاشكورا.
كنتُ أنظر إلى خدمة الإمام الحُسين، فأشعر بالغبطة، والحسرة على نفسي، كيف لفتيات في مقتبل العمر، أن يخدمن الحسين، ويكتب الله لهن هذا الشرف؟ وأنا ماذا عني؟ غيرالخجل، وشعور يجعلني أحمل "الخدمة" حُلما اتساءل متى يحققه الله؟؟
بهذه الأمنية وهذا الحلم تحدثت لنا مسؤولة ركن الضيافة "زينب عيسى الناصر"، وكيف أن القدر كتب لها ذات يوم تحقيق الحُلم حين طلبت منها إحدى المسؤولات بالانضمام.
في الاجتماع الأول لي الذي نضمته المؤسسة وشرح الأقسام، وجدت نفسي قبل سبع سنوات في قسم الضيافة، ورأيت كيف أن قسم الضيافة الشبه بخلية نحل لاتهدأ.
قبل سبع سنوات كانت الأمكانيات بسيطة مقارنة بالآن، بعض الطعام المتوفر يكون من الحضور أو من الكوادر، أما الآن توجد مساهمات من متبرعين، بالإضافة إلى مالية المؤسسة فهي تمدنا بكل المؤنة التي نحتاجها، غير تبرع الكادرات، حيث تعد بعضهن الكثير من أصناف الأطعمة كا "البليلة"، وأصناف آخرى من البقوليات.
تواصل حديثها: الركن الرئيسي في الضيافة هو الأكبر حجما، حيث تواجده في نهاية الساحة، ويتفرع منه عدة مضائف مصغرة متفرقة، منها الضيافة الخاصة، بقسم المعارض الفنية، وركن ضيافة خاص بالمشرعة، وركن للفعاليات المتنوعة كالطبية وغيرها، وضيافة على مقربة من القسم الخاص للأطفال.
الحُسين لكل المذاهب والأديان..
يأتي إلى فعاليات المؤسسة هنا الكثير من الأشخاص حتى من أخواتنا من المذهب السني، بسبب سماعهن من بعض الكادرات زميلاتهن في العمل أو بعض معارفهن، ويقصدن المضيف بعد الإطلاع على الفعاليات لأخذ البركة، بحسب قول زينب.
الحُسين رسالة عشق آخرى..
وكما أن الحُسين أعطانا الكثير من عزة وكرامة ورفعة وحرية، فما نقدمه نحن لاشيء يذكر أمام عطاء الحسين.. رسالتي هي فليجود كل منا بمايستطع في خدمته لإظهار رسالة العشق التي بعث بها إلىينا بل لكل إنسان حر.
من جانب آخر وفي عشق الحسين تقول "أزهار علي المزرع" الكادرة في قسم الضيافة، دافع حب الحسين هو الذي أوجدنا في هذا المكان، والحسين هو لغة التقرب إلى الله.
وعن تواجدها في ركن الضيافة تقول: كل ركن أو قسم له تقديم مختلف، وجميعها تصب في الخدمة الحُسينية، وحين يعجز الموالي للإمام الحسين عن تقديم أقل القليل، لا يشعر بقيمة نفسه، وأما رسالتي هي لكل من لديه موهبة وهواية عليه بالسير في طريق إيصال صوت الحسين ورسالته بالطريقة التي تمكنه من ذلك.
أما السيدة "خاتون حسين العلوي" تقول: أنا تواجدت هنا منذ خمسة عشر عاما، أي منذ تأسيس المشرعة، أتذكر حين قادني القدر لأن أكون هنا، كنت كادرة في حُسينية آخرى وسمعنا عن الإعلان والتحقنا بالركب هنا.
وبتمتمات تعلو وتنخفض تقول العلوي: الكادر الحُسيني لابد له من التضحية.. التضحية بالنفس أو المال.. علينا أن نتعلم من الحسين كيفى أعطى بدون أخذ.
أشكر ربي الذي أكرمني بهذه الخدمة، وأن تكوني أعمالي مقبولة لديه، وإن كانت هذه الأيام قليلة إلا أني دائما ما أشكره على هذا التوفيق الذي أمدني منذ أعوام وحتى هذا العام .. أسأله بأن لايحرمني من هذه النعمة.
وفي الجهة الآخرى ثمة دموع كانت تُذرف بصمت العاشقين، وبين الدمع والصمت كانت حكاية "فاطمة الغانم"... أنا هنا منذ خمسة أعوام، بدأت حكايتي و مؤسسة الإمام الحُسين (ع) حين سألتني "أم حيدر" عن رغبتي بالتواجد هنا...
أجبتها بلا تررد مستبقة باقي حديثها... هذا حُلمي حُلمي .
في بداية تواجدي لم تكن دموعي لتتوقف للحظة واحدة ..أنا حتى هذه اللحظة أشعر كمثل البدايات تماما.. أعجز عن الحديث لكن كل ما أعرفه "العشق الحُسيني أوصلني".
وما بين زينب و أزهار وخاتون وفاطمة حكايات كُثر .. ورسالة عشق جسدتها خدمتهم ألا متناهية، فأعداد المتطوعات في ركب الحسين لاحصر لها.