التغطية الشاملة لملحمة كربلاء (المشرعة) لمؤسسة الإمام الحسين (ع) محرم 1437هـ
التغطية الشاملة لملحمة كربلاء (المشرعة) لمؤسسة الإمام الحسين (ع) محرم 1437 هـ
اللجنة الإعلامية - حسن الشيخ جعفر وأيمن سواد:
السابع من محرم هو يوم العباس - قمر بني هاشم - حيث أشتد الحصار والتضييق
على سيد الشهداء (ع) وعلى من معه من كتيبة الإباء من كل الأنحاء ، وأشتد
لذلك العطش بعد أن نفذ ما كان لديهم من ماء ، حيث كان الصيف حاضرا بشدة
والصحراء قاحلة الأجواء بحدة. وكان بينهم وبين نهر الفرات رماح عالية ،
وسيوف مُشْهرة ، ولا يمكن الوصول إليه ونقل الماء إلا بإغماد تلك الأحسمة
وتنكيس الأسنة. عندها تجلت بطولة أبي الفضل العباس (ع) الذي شهدت المشرعة
بطولاته الخالدة ، في توصيل الماء لأطفال العترة الطاهرة.
ملحمة كربلاء في مؤسسة الإمام الحسين (ع) هي من أرقى وأعرق الفاعليات على
مدى تاريخ المؤسسة القريب وعلى مدى تاريخ الواقعة البعيد. ففي كل عام تحتضن
المؤسسة الآلاف من محبي الحسين (ع) من مناطق مختلفة لرؤية فعالياتها عامة ،
وملحمة كربلاء خاصة، حيث تلبس حلة جديدة في كل عام من حيث المجسمات
والشخصيات والإبداعات الفنية في تجسيد ذكرى شاطئ الفرات وجفافه ظلما عن
المخيمات. شهد الإفتتاح لهذا العام إقبالا غفيرا من الموالين العاشقين
لرؤية التحف و التصاميم الفنية لهذه الفاعلية في حلتها الجديدة، والتي
تحاكي واقعة الطف أكثر وأكثر، فترسخ في الأذهان دروس وعبر هذه المدرسة. ومن
خلال لقاء مع مسؤول المشرعة الأستاذ حبيب جضر صرح بأن المشرعة هذا العام
تميزت بالعمل الواقعي لوقعة الطف كاملة ، بالإضافة إلى لوحة المسؤول السابق
منير خاتم للعام المنصرم، لما صورت الإبداع الحسيني الجياش من محبي الإمام
روحي فداه، وتجلى هذا العام فكرة المشرعة ووصف محتواها وأساسها من مجموعة
من إدارة المؤسسة بحيث جسدوا حرم الإمام ومنحره، الخيام ، أما النهر فقد تم
تغيير مكانه عما كان سابقا، وكذلك تجسيد مجسم مجلس ابن سعد لعنه الله ليلة
العاشر وكيف كان احياءهم ليلة العاشر مغايرا تماما لإحياء الإمام
الحسين(ع) والقافلة التي معه، إضافة للمجسم الجديد رأس سيد الشهداء (ع)،
وأيضاً كفي أبي الفضل العباس (ع). كما نوه بأن مجهودات الشباب توضحت من
خلال السرعة القياسية في تجهيز المشرعة حيث بدأ العمل الدؤوب من غرة ذي
الحجة المنصرم، إضافة إلى أن المنحوتات الجديدة للفنان جعفر محفوظ ( الفنان
العام للمشرعة ) شهدت تأملات العديد من الزوار. يذكر أن كادر العمل
الرئيسي هم : مراد حميدي ( إداري ) ، مرتجى حميدي ( المؤثرات الضوئية ) ،
الفنان جعفر محفوظ ، الفنان الشبل عبدالعزيز مزعل ، حسن رميح ، عباس مختار ،
لجنة المسموع المرئي ( المؤثرات الصوتية ). إضافة لكوكبة من البراعم وهم :
حيدر محفوظ ، مهدي حكيم ، عبدالعزيز قطان ، محمد سيهاتي ، حيدر بقال ، علي
فرج ، علي الدلي ، عبدالله حميدي ، عبدالحميد مطرود.
وقد تمت مقابلة العديد من الزوار بمختلف فئاتهم العمرية فقال محمد أحمد
المهنا أن المشرعة هذا الموسم أصبحت ظاهرة بشكل أجمل، وفكرة الضريح أنعشت
الذاكرة وغدت بشكل أكمل ، ويضيف محمد العبدالعزيز أن ملحمة كربلاء على مدار
السنين هي نور على نور لأنها نصبت من أجل الحسين (ع)، وأشاد بدور الإضاءة
الفاعلة في تبيان حرارة المصاب أكثر وأكثر.
الأستاذ ناصر الخاتم ( أبو هشام) فقد ذكر بأن التجديد هو من أبرز سمات
المشرعة لهذا العام و أنها من أبرز الفعاليات التي تحوز على إقبال و إعجاب
الجمهور الحسيني من مختلف الأعمار، أما الأستاذ أحمد الراشد ( أبو علي) فقد
أبدى إعجابه الكبير بما حوته المشرعة من مجسمات حسينية قادرة على إرسال
مصيبة الإمام الحسين (ع) بطريقة فنية راقية حيث صوب الأعمال و المجسمات
بالجذابة و التي تعكس مدى الجهد الكبير الذي بذله خدمة الإمام الحسين (ع)
من أجل إظهار ملحمة كربلاء لتكون بهذه الحلة المميزة. وأتفقت مجموعة كبيرة
من زوار المؤسسة كالأستاذ رضا معيريك ، علي الراضي ، علي شويخ ، كاظم
المبارك ، عبدالله طاهر الزاكي ، عادل العبدالله، أمير المطوع ، باسم
الطالب ، بجودة المجسمات وتناغم الإضاءة مع الصوت في المنحوتات و كأنها فلم
وثائقي عن واقعة الطف بالصوت والصورة
و في الختام صرح الأستاذ حبيب جضر أن نظرته المستقبلية للمشرعة هو السعي في
كل عام لإبراز المشرعة بشكل أفضل ويأمل من فناني القطيف عامة وسيهات خاصة
التعاون والتواجد الفعال لإخراج العمل بشكل إبداعي ومميز.