تغطية عزاء ليلة العاشر من محرم الحرام لعام ١٤٣٦هـ
اللجنة الإعلامية : حسن الشيخ جعفر
" زلزل العالم مصابك ياوحيد ياجريح وياذبيح وياشهيد "
ذلك كان حال لجنة العزاء بمؤسسة الإمام الحسين(ع) التي أحييت ذكرى عاشوراء ، ذكرى شهادة سبط النبي المختار(ص) الإمام الحسين(ع) ومن معه في كربلاء ، حيث زلزل اداء رواديد هذه الليلة الأرجاء بالتطرق إلى ماجرى في العاشر من المحرم من بلاء .
بدأت المسيرة بصاحب الحنجرة الولائية الرادود الحسيني جعفر المرهون ، الذي شنف الأسماع وأتقن الإيقاع وصدح بصوته الجهوري ، فتكون موكب العزاء الذي كان مصطفاً بكثرته ينتظر شارة مسير الرادود لكربلاء لقيادته.
وتفنن الرادود المرهون بابياته الشجية وكلمات مقدمته المؤثرة ، فترجم ذلك المعزين الى لطمات غاضبة وصيحات حزينة فزلزلت مجازاً أرض سيهات الولائية.عندها تقدم الرادود الحسيني السيد أمين السيهاتي وأعرب عن حزنه بفقد جده سيد الشهداء(ع) الذي تجلى ذلك وتبين من خلال أدائه المنقطع النظير حيث قدم رائعة من روائع الشعر الولائي للفقيد الأستاذ والشاعر أبو منتظر محمد القطان كان مستهلها:
"شبَوا النيران وسط الخيم"
"يابعد عيني ياحمَاي الحميَة"
كان إيقاع الرادود السيد أليماً ومعبراً ، ومع إتحاده مع كلمات الفقيد أبو منتظر شكلا قافية ولائية نالت على إعجاب المعزين وعلا صوت الأنين ، فما كان من السيد إلا أن ألقى رائعة أخرى كانت كوكبة من سطر حروفها شعراء نذروا أقلامهم لخدمة الحسين(ع) وهم : ميثم جعفر ، محمد حميدي ، حسين مرزوق وكان مستهلها :
"لحظة افراق الحراير و الحريم اتودعه"
"وزينب اتدَور لطفله عن مرضعه"
وأبحر السيد في أعماق هذه الأبيات ، فكشف للمعزين آلام فقد عبدالله الرضيع وكيف أثار حميتهم الغيورة لاسيما الأبيات التالية:
"هالسهم حربته جانت حديده"
" شلون يتحمَل طفل توقع في جيده"
فانطلقت تبعات هذا الأداء الرائع من السيد أمين في المسيرة ، حيث تعالت العبرات وتوحدت اللطمات لدى المعزين واستمر الطريق إلى كربلاء.
ثم تقدم الرادود الحسيني السيد توفيق الوداعي وأبلت كلمات قصيدته إستحساناً ملحوظاً لدى المعزين ، وكان مؤلف القصيدة هو الشاعر الحسيني خليل آل إسماعيل وكان عنوان المستهل:
"ابساعة الطف المهولة تنكتب وقفة بطولة"
وقد صال الرادود بصوته وجال بخيالات أبياته ، فرسم في أذهان المعزين مخيلة شعرية لما جرى بواقعة الطف وأتقن المرور بين مصرح قافلة الرسالة بتعدد سبل القتل الوحشي الذي تعرضوا له في كربلاء وكيف استبسلوا في الدفاع عن سيد الشهداء(ع) حتى انتصر الحسين بدمه على سيوف الطغاة ، وكيف أنه ذاق أشد أنواع التعذيب في القتل وذلك يتجلى من الأبيات التالية :
"ضربة فوق الضربة توقع والله يفجع هذا يا حال النبي في حالة احسين"
"وكلها لحظات إلا آهات ويقترب طيف الشمر وافباله فكره"
" شايل السيف والله يا حيف شال وحطاه ابحقد كله في نحره"
"ومكتفى ايريد يرضي ايزيد قام وداس ابنعله حاقد والله صدره"
"والله يفجع من تربع وظل بعد بالسيف في المنحر يهبره"
" وداسته هالأعوجية وبالأذية ومزقت ثوب الأعادي من حقدها "
كانت هذه الأبيات كزلزال حزن تبعه بركان ألم ، فقد فاقت الكلمات حدود الإبداع فحلق الموكب مجازاً كملائكة يريدون المضيء بسرعة لكربلاء ، وقد كان الرواديد جميعاً هذه الليلة أشبه مجازاً بقادة كتيبة الإمام الحسين(ع) في عاشوراء فكان الرادود جعفر المرهون على ميمنة الموكب ، وكان السيد أمين على ميسرة الموكب ، وكان الوداعي في قلب الموكب ، أما راية الموكب فقد تناوب عليها في الختام الرواديد : إبراهيم ال قطان ، محمد الحكيم وابنه عبدالله الحكيم ، ثم عاد ولحقهم في التناوب عليها الرواديد : سيد أمين السيهاتي ، جعفر مرهون ، توفيق الوداعي وقد تفنن الجميع في الأداء وروعة الأبيات وقد شاركهم المعزين فكانت نوراً على نور وكانت أيضاً ليلة تشبه مجازاً ليلة العاشر من المحرم
" باتوا ليلة عاشوراء مابين قائم وراقع ولهم ذوي كذوي النحل "
اللجنة الإعلامية واكبت الموكب ونقلت لكم الصور التالية: