إنه الحُسين من خط الحياة ولونها، أبدع في ثورته وأخلص فاستنطق الإبداع بشكله البصري و الصوتي و الحركي، فكان عنوانا لكل فن وحضارة.
ألهم العُشاق ومد لهم بعض فنونه فكتب الشاعر شعره، والكاتب حرفه، ومزج الفنان ألوانه، وجسد النحات أفكاره.
في المشرعة التي تأسر زائريها، يصمت بعضهم خشوعا، وحدها الدموع تُناجي أجسادا جسدها فنان عشق الحُسين، وبعض آخر تسكنه الدهشة، وحدها الدهشة تعبر عن إبداع وفن لامس داخله فطال تأمله عند كل محطة من محطات المشرعة.
تُعد المشرعة التي يعتبرها أغلب زائري مؤسسة الإمام الحُسين محطتهم الأولى، أرض خالية إلا من مجسمات تحكي واقعة كربلاء الخالدة.
وهي عبارة عن منحوتات قدمها مجموعة من الشباب المبدعين من كادر مؤسسة الإمام الحُسين، ويُعد
و "يُعد النحت فرعاً من فروع الفنون المرئية وفي نفس الوقت أحد أنواع الفنون التشكيلية، كما أنه يرتكز على إنشاء مجسمات ثلاثية الأبعاد"، و يُمارس هذا الفن على الصخور والمعادن و خزف و الخشب ومواد أخرى.
وبحسب ويكيبيديا "عرف فن النحت منذ قديم العصور منذ نحو 4500 سنة قبل الميلاد، منذ عهد الحداثة أدت التغيرات في عملية النحت إلى الحرية في استخدام المواد والعمليات".
ويمكن العمل بكثير من المواد المتنوعة من خلال عملية الإزالة كالنحت أو عملية التجميع كاللحام والتشكيل والصب. و النحت هو فن تجسيدي يرتكز على إنشاء مجسمات ثلاثية الأبعاد لإنسان، أو حيوان، أو أشكال تجريدية، ويمكن استخدام الجص أو الشمع، أو نقش الصخور أو الأخشاب. فن النحت هو أحد جوانب الإبداع الفني كما ينتج مجسمات ثلاثية الأبعاد.
تُعتبر المشرعة أهم ركن يعشقه الزائرون فترى ساحته تغص بالزائرين منذ افتتاح الفعاليات، وتزداد ازدحما قبل ختام الفعاليات اليومية.
تقول "زينب السبع" إحدى كادرات المشرعة، هناك نوعان من الزائرين، زائر متفرج، وآخر مُتأثر بشكل حقيقي و مواسِ بدرجة كبيرة لأهل البيت عليهم السلام.
تُتابع زينب: أكثر ما يُسأل عنه الزائرين هذا العام في المشرعة، هو مجسم يُشير إلى الإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف، وهذه الفكرة جديدة هذا العام في المشرعة وتعني أن الإمام المهدي روحي فداه هو من يبث رسالة الإمام الحُسين لكل العالم.
وعن شعورها ورسالتها من خدمتها في المؤسسة تقول: تبقى حادثة كربلاء مجهولة الحقيقة كما هي رغم ما وصلنا منها، لهذا نُحن نسعى لإظهار ولو جزء بسيط من هذه الحقيقة.
في الجانب الآخر وأنت تجول ببصرك يمينا وشمالا، تتأمل الوجوه تجد من يتأمل ويبكي كأنه ينظر لواقعة للتو حدثت، وآخرين رفعوا أكفهم للدعاء فالأرض كل الأرض كربلاء وعن الزمان فهو مُحرم..